رحلتي مع العلاج بالفن: من الألم إلى الأمل
في لحظات الانهيار، لا نحتاج دائماً إلى كلمات… أحياناً، كل ما نحتاجه هو لون، خط، أو مساحة صغيرة نعبّر فيها عن مشاعرنا التي لا نستطيع قولها.
مررتُ بفترة من أصعب فترات حياتي بعد ولادة طفلي، حين واجهتُ موجة من مشاعر الحزن، الإرهاق، والضياع. لم أكن أعرف أن ما أعاني منه يُسمى اكتئاب ما بعد الولادة. كنت أشعر بأنني غريبة عن نفسي، وأنني فقدت شيئاً لا أستطيع تحديده. رغم دعمي لعائلتي وحبي لأطفالي، شعرت بأنني محاصرة في دوامة من الصمت والألم.
لكن الفن… الفن أنقذني.
عدتُ إلى الألوان، إلى الفرشاة، إلى اللوحة البيضاء التي لم تحكم عليّ، ولم تطلب مني تفسيراً. بدأت أرسم مشاعري، ألواني الداكنة، دوائخي، وحتى صمتي. ومع كل لوحة، كنت أسترجع جزءاً مني ضاع في الزحام.
وهكذا، اكتشفتُ شيئاً اسمه "العلاج بالفن" – وهو ليس مجرد نشاط فني، بل وسيلة للتعبير، للشفاء، ولإعادة التواصل مع ذاتي. الفن أعطاني صوتاً حين كنت عاجزة عن الكلام.
ولأني شعرتُ بقوة هذا التحول، قررت أن أكرّس حياتي لمساعدة الآخرين على عيش نفس التجربة. درستُ العلاج بالفن وتخصصتُ فيه، وافتتحتُ مرسمي لأحتضن فيه النساء والأطفال وكل من يبحث عن فسحة أمان وراحة.
اليوم، في كل ورشة، أرى نساءً يتحررن من صمتهن، وأطفالاً يضحكون ويعبّرون من خلال الرسم، وأشخاصاً يكتشفون أنفسهم من جديد… تماماً كما فعلتُ أنا يوماً ما.
إذا كنتِ تمرّين بمرحلة صعبة، وتشعرين أن لا شيء يُعبّر عنكِ، تذكّري أن الفن موجود، ينتظرك لتمسكي بالفرشاة وتبدئي رحلتك نحو النور.
العلاج بالفن ليس ترفاً… إنه احتياج.
الفن ليس فقط ما نراه… بل ما نشعر به ونشفينا به.
ومن خلاله، نستطيع أن نخلق عالماً أكثر دفئاً، حباً، وتقبلاً.
✿
بقلم: مروى هاشم
فنانة تشكيلية، مدرّبة معتمدة في العلاج بالفن، ومؤسسة مرسم مروى هاشم للفنون في ديربورن
🌿 إذا شعرتِ أن هذا الكلام لامس قلبك، يسعدني أن تنضمي إليّ في إحدى جلسات الشفاء بالفن ".
وإذا كنت تريد أن تتعرف أكتر عن العلاج بالفن أعددت لك كورس شامل عن العلاج بالفن